حركة تعليم ذاتي للشباب:
الكشفية هي حركة تعليم ذاتي للشباب، وتتألف من المنظمات الكشفية الوطنية التي ينتمي إليها أعضاء من الشباب ومن الراشدين، فالشباب هم الذين تعمل الكشفية على خدمتهم، والراشدون هم المنتمون لها من أجل المساهمة في تنمية الأعضاء الشباب.
وتتحقق وحدة الحركة من خلال المنظمة الكشفية العالمية التي تقدم خدماتها للجمعيات الكشفية الوطنية المعترف بها.
هدف الحركة الكشفية:
يشارك كافة أعضاء الحركة الكشفية العالمية من جميع أنحاء العالم في الالتزام المشترك والفعال بهدف الحركة الكشفية الذي يقوم على مساعدة الشباب في تنمية طاقاتهم البدنية والعقلية والعاطفية والاجتماعية والروحية تنمية كاملة كأفراد وكأعضاء في أسرة المجتمع وبالتالي المساهمة في تحقيق وإيجاد عالم أفضل.
مبادئ الحركة الكشفية:
يلتزم الأعضاء، أينما كانوا، التزاماً مطلقاً بالمبادئ (القيم) التي تقوم عليها الكشفية والتي تشكل أساسيات القواعد الأخلاقية التي تحكم الحركة الكشفية في إطارها العام وكذلك قواعد السلوكيات الفردية التي يتمسك الفرد بها من وازعه الذاتي. وتقوم هذه المبادئ على أساس التزام الفرد القوي والبناء بالقيم الروحية وأداء الواجب تجاه المجتمع والذات.
الطريقة الكشفية:
يلتزم كافة أعضاء الحركة بالطريقة التي تعمل بها الكشفية على المساعدة في تنمية الشباب وتعد هذه الطريقة الفريدة منهاجاً للتثقيف الذاتي المتدرج. فالطريقة الكشفية هي إطار تربوي شامل يتألف من عدة عناصر تعمل معاً كنظام واحد يوفر للشباب مناخاً تعليمياً مؤثراً ومتميزاً. وتلك الطريقة مبنية على تنمية الشباب بصورة طبيعية واضعين في الاعتبار خصائصهم السنية واحتياجاتهم واهتماماتهم في مراحل النمو المختلفة.
وتشكل منظومة الهدف والمبادئ والطريقة للحركة الكشفية ككل جوهر النظام التربوي للحركة، وبعبارة أخرى فإنها الأساس الذي تقوم عليه الحركة الكشفية في العالم.
وحتى يتسنى للحركة تحقيق أهدافها التربوية، فإنه يتعين عليها أن توفر المناخ الملائم بصفة عامة لتحقيق هذه الأهداف، وعلى ذلك فإن الحركة الكشفية تتسم أيضاً بأنها:
حركة من أجل الشباب وبخاصة من هم في مرحلة المراهقة:
تتواجد الكشفية من أجل فائدة الشباب. وحينما نعرف أن النظام التربوي للحركة يناسب مرحلة المراهقة على وجه التحديد، فإن الحد الأقصى لأعمار الشباب يتوقف على عوامل عديدة تساعد في تحديد ما تعنيه كلمة "شباب" من المنظور التربوي في إطار مجتمع معين وثقافة معينة.
إن الحد الأقصى للمرحلة السنية يتمشى بصفة عامة وبصورة طبيعية مع المستوى العام للنضج والذي يصبح عند الفرد لا حاجة له للأسلوب التربوي المنتظم للكشفية حتى يستمر في عملية التثقيف الذاتي.
بينما نجد أن الحد الأدنى للمرحلة يتفق مع أقل مستوى من النضج يمكن معه للنظام التربوي للكشفية أن يعمل وأن يستفيد منه الشباب.
وفي الحقيقة فإننا نستطيع قياس مستويات النضج بصورة تقريبية بواسطة الأعمار فقط، ولكنها قد تزيد أو تقل بمعدل أعوام قليلة في كل مستوى.
حركة من الشباب يدعمها الكبار:
يقدم الراشدون الدعم والمعاونة للشباب في الحركة، وينحصر دورهم في توفير الظروف الملائمة لإجراء عملية التنمية للشباب.
وكأعضاء في حركة تقوم على التعليم والتثقيف الذاتي، وبروح المشاركة مع الراشدين، فإن الشباب يشاركون في عملية اتخاذ القرارات داخل الحركة وذلك بطرق تتناسب مع مستوى نضجهم ومهاراتهم وخبراتهم لضمان تحقيق أقصى فائدة ممكنة.
مفتوحة للجميع:
عضوية الحركة متاحة لأي فرد يرتضي التمسك بمقوماتها التربوية وهي ( الهدف والمبادئ والطريقة) وبعبارة أخرى فإنها لا تميز بين فرد وآخر بسبب النوع أو الدين أو الأصول العرقية أو الخلفيات الاجتماعية.
تطوعية:
الكشفية تطوعية، فكل الأعضاء سواءً الشباب أو الراشدين ينضمون إلى الحركة بدافع من إرادتهم الحرة، وليس هناك أي إرغام على الانضمام للكشفية أو الاستمرار في عضويتها فالكشفية ليست كالمدرسة من حيث وجوب الحضور والانضمام الإلزامي في سن معينة.
إن كل عضو ـ سواء كان شاباً أو راشداً ـ اختار الانضمام للحركة، عليه واجب الالتزام الشخصي تجاهها. وهذا الالتزام أولاً وفوق كل شي يأتي من خلال احترام القانون الأخلاقي والأدبي المتوارث والوارد في المبادئ الأساسية للحركة والعمل بمقتضاه.
ويمتد هذا الالتزام التطوعي ليشمل أيضاً تحقيق الهدف التربوي للحركة الكشفية من خلال التزام كل عضو بالمقترح التربوي للجمعية الكشفية الوطنية التي ينتمي إليها.
بالنسبة للأعضاء الشباب فإن هذا الالتزام يتعلق بتنميتهم الشخصية وبالنسبة للراشدين فإن ذلك يعني العمل على توفير الظروف الملائمة والمساعدة على تنمية الشباب.
لا سياسية:
الكشفية لا سياسية، بمعنى أنها لا تتدخل في الصراع على السلطة بين الأحزاب السياسية، وفي الوقت نفسه فإن النظام التربوي للحركة يهدف إلى مساعدة الشباب على أن يصبحوا ويشبوا كأفراد مسئولين ونافعين وأعضاء في أسرة المجتمع، ولا يمكن للشباب تحقيق ذلك من فراغ وفي معزل عن الواقع السياسي والاجتماعي للعالم الذي يعيش فيه.
فالأسلوب التربوي الكشفي يشجع الشباب على تنمية طاقاتهم وقدراتهم العقلية والتمييز بين ما هو غث وثمين والمشاركة الفعالة والبناءة في المجتمع وذلك في انسجام تام مع القيم التي نشأت عليها الحركة.
مستقلة:
بينما تعمل الحركة في التعاون مع عدد من الأجهزة والمنظمات الخارجية وتتلقى الدعم والمساندة من جهات أخرى عديدة من جميع أنحاء العالم، إلا أن الكشفية مستقلة على جميع مستوياتها وذلك من حيث أنها لا تخضع لسيطرة أي جهة خارجية أو أفراد.
مكملة للأشكال الأخرى من التعليم والتربية:
الكشفية هي حركة تربوية غير رسمية، وبعبارة أخرى فهي ليست جزءا من النظام التعليمي التربوي الرسمي (كالمدارس وغيرها) وليست من قبيل التربية غير الرسمية التي تنشأ من خلال الأصدقاء وأجهزة الإعلام .. الخ.
ذلك لأنها تقدم أسلوباً منهجياً للتربية.
والكشفية لا تبغي إعادة تقديم ما تقدمه المدرسة والأسرة ودور العبادة والأندية الترويحية والمؤسسات الأخرى لروادها من الناس والجمهور ولكنها تعمل على استكمال ما يؤديه الآخرون وذلك بالمساعدة في سد الفجوات التي قد يتركها الآخرون في هذه العملية.
مرتبطة بالشباب:
تعمل الكشفية على أن تكون وثيقة الصلة بالشباب في البيئات والظروف الاجتماعية الثقافية المختلفة التي يشبون فيها وأن تعمل باستمرار على تلبية احتياجات الشباب في عالم يتغير بسرعة شديدة.
وكحركة فإن أحد أعظم التحديات التي نواجهها: أن نتجدد باستمرار حتى نكون أكثر صلة باحتياجات وتطلعات الشباب مع العمل في الوقت ذاته على الالتزام والتمسك بهدف ومبادئ وطريقة الحركة الكشفية.
إن القدرة على تحديد ما هو أصيل وما هو متغير وغير ثابت هو شيء ليس باليسير بالنسبة للجمعيات الكشفية المشكلة حديثاً والتي تبحث الأمر للمرة الأولى. كما أن المهمة ليست سهلة بالنسبة للجمعيات الكشفية القائمة والتي تعمل منذ عشرات السنين، والتي شارف بعضها على قرن من الزمان منذ نشأته، إذ أنها متشبعة بالأفكار التي تقول: "تلك هي الطريقة التي تعودنا عليها دائماً في إنجاز العمل".