المنظمة المغربية للكشافة والمرشدات تأسست منظمة الكشافة المغربية الإسلامية في خضم الحركة الوطنية سنة 1946 وشكلت واجهة شبابية لتربية النشء وواجهة نضالية لتعزيز المسار التحرري من الاستعمار الغاشم بهدف تحقيق الوحدة والإنعتاق تحت قيادة العرش العلوي الشريف واستنادا على مجموعة من المقومات المركزية التي تحدد الهوية المغربية، وفي مقدمتها:
- الإسلام
- العروبة
- الملكية
وكان لزاما على المنظمة في هذه المرحلة التاريخية بالذات أن تعكس هذا الاختيار وتكرس هذا المنحى في تسميتها وتوجهاتها العامة كما كان لزاما على المنظمة التي تواجدت إلى جانب مجموعة من المنظمات الكشفية الأخرى المسيحية واليهودية أن تحقق التميز العقائدي في هذه المرحلة والذي كانت له دلالاته ومغزاه العميقان والذي كان فاعلا ومغذيا للروح الوطنية باعتبار أن المواجهة مع الاستعمار كانت مواجهة عقائدية ووطنية بالأساس.
وقد شكل حصول الشعب المغربي على استقلاله سنة 1956 نقلة نوعية في العلاقة القائمة بين كل من الأحزاب والحركة الكشفية تمثلت في الفصل التاريخي بين ما هو تربوي تطوعي وبين ما هو حزبي نضالي الأمر الذي ينسجم مع الدستور العالمي للحركة الكشفية القائم على اللاحزبية والأخوة والصداقة العالمية.
كما منحت هذه النقلة جميع المغاربة بمختلف مشاربهم حق المساواة والشورى بالمواطنة المغربية الواحدة.
وقد ساهمت التطورات التي عرفها المشهد السياسي في المغرب خلال العقدين الأخيرين في تكريس دولة الحق والقانون القائمة على الملكية الدستورية ونظام المؤسسات وسيادة الدستور باعتبار ها إ طارا مرجعيا لكل المغاربة واعتبار الثوابت الأساسية للمملكة المغربية ( الإسلام، العروبة، الملكية) مكسبا مسلما ومشروعا للجميع بدون استثناء ولا يحق لأحد احتكاره وتبعا للاهتمام الملكي السامي الذي تشرفت به الجامعة الوطنية للكشفية المغربية ربيع 1997 والمتمثل في تفضل جلالة الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله بتولية صاحب السمو الأمير مولاي رشيد رئيسا للجامعة الوطنية للكشفية المغربية والذي يشكل دلالة عميقة على ما تحظى به الجامعة من اهتمام واعتبار في تربية وتأطير الفتية والشباب وإعدادهم وفق التوجهات العامة للدولة وانطلاقا من روح الحركة الكشفية المتميزة بالتجدد والحيوية والتطور لارتباطها بميدان حي ألا وهو التربية وانسجاما مع قناعة مؤسس المنظمة القائد" محمود العلمي" رحمه الله الذي ترجم هذه النظرة التجددية والحداثية من خلال المقطع الأول للنشيد الرسمي للمنظمة:
دائما للأمام داعيا للسلام
واليوم نحن في مطلع القرن الواحد والعشرين والعالم يعج بمجموعة من المتغيرات والتحديات المتسارعة والمتسابقة فإننا نتساءل:أين نحن من هذا الواقع الجديد؟
إن الواقع يفر ض علينا إعادة صياغة تصوراتنا واستراتيجية عملنا بما يضمن لنا تواجدا وانتشارا مكثفين عبر التراب الوطني بشكل مقنع وقوي تربويا وتنظيما وماديا وبما يضمن لعنصر الكشافة والمرشدات المكانة اللائقة بهم ويفسح لهم المجال للتعبير عن ذواتهم واثبات حضورهم بما يسهم في تطوير نشاطهم داخل المنظمة خاصة وانخراطهم الفاعل في المشاريع التربوية والاجتماعية والإنسانية عامة.
إن هذا الواقع يفرض علينا بإلحاح إن نجدد أنفسنا وأن ننسجم مع المسار التطوري الذي يعرفه المغرب الحديث شعبا وحكومة في عهد الملك الشاب "محمد السادس" وان نستمر في أداء الرسالة النبيلة التي حملها قادتنا الأبرار وحملناها بكل صدق وأمانة وان نسير قدما إلى الأمام ونتيجة حتمية لهذا المسا ر التاريخي يلتئم المؤتمر الوطني السادس لبلورة مشروع استراتيجية المنظمة لأعوام 2006/2011 في إطار خطتين تلاتيثين تستهدف المنظمة