آخر خطاب لبادن باول...

القائد حميد لمنيعي كتب:: آخر خطاب لبادن باول...

كتب بادن باول خطاب الوداع هذا لأفراد كشافته ، و ذلك لنشره عند وفاته ، وهو غير مؤرخ ، إلا أنه من المحتمل أن يكون قد كتب قبل عام 1929 م ، لأنه موقع بأسم "روبرت بادن باول" بدلاً من "بادن باول أوف جلويل" ، و قد ذكرت الليدي بادن باول أن هذا الخطاب – الموضوع داخل ظرف موجه إلى فتيان الكشافة – كان ضمن أوراق أخرى حرص اللورد على حملها معه خلال رحلاته الدائمة ، و قد كتب على الغلاف الذي يحتويه : (في حالة وفاتي) .
نص الخطاب :
( أعزائي الكشافين : إذا ما كنتم قد شاهدتم مسرحية (بيتر بان) فإنكم قد تتذكرون كيف كان رئيس القراصنة يعد دائماً خطابه وفاته : لأنه كان يخشى أن تحين لحظة وفاته قبل أن يسعفه الوقت من إخراج مكنون صدره ، إنه تماماً يمثلني ، فعلى الرغم من كوني حياً حتى هذه اللحظة ، إلا أني سأصل حتماً إلى الموت يوماً ما ، و بودي أن ألقي على مسامعكم كلمة وداع .
تذكروا أن هذه آخر كلمة ألقيها عليكم فتمعنوا فيها تماماً ، لقد عشت حياتي سعيداً على أحسن ما تكون ، و أود أن تكونوا مثلي تعيشون حياتكم أيضاً سعداء ، و إني أعتقد أن الله قد خلقنا في هذا العالم الجميل لنحيا و نستمتع بحياة سعيدة ، و السعادة لا تأتي من كونكم أغنياء ، و لا تأتي من كونكم مجرد ناجحين في مستقبلكم ، أو بالمتعة الذاتية .
فالخطوة الأولى نحو السعادة هي في جعلكم أصحاء و أقوياء حين تكونون فتياناً ، و من ثم يمكنكم أن تكونوا نافعين و متمتعين بحياتكم حين تصيرون رجالاً .
إن دراسة الطبيعة و تأملها تجعلكم تدركون كيف خلق الله العالم مليئاً بالأشياء الجميلة المدهشة لكم لكي تستمتعوا بها ، فكونوا سعداء بما في أيديكم ، و أعملوا على الوصول إلى الأحسن فيه ، أنظروا إلى الجانب المضئ في الأشياء بدلاً من جانبها المعتم ، و لكن الطريق الحقيقي للسعادة هو منح السعادة للآخرين .
حاولوا أن تتركوا هذا العالم و هو أفضل بقليل مما وجدتموه عليه ، و حينما تأتيكم المنية ستكونون سعداء بشعوركم أنكم لم تضيعوا حياتكم سدى بكافة المقاييس و لكن فعلتم ما في أستطاعتكم .

( كن مستعداً) : بهذه الطريقة لتحيا سعيداً و تموت سعيداً
التزموا دائماً بوعد الكشافة حين تصبحون رجالاً ، و ليساعدكم الرحمن.

» وصية بادن باول إلى المرشدات
» تعريف بمؤسس حرك الكشفية ( لورد بادن باول)