المراحل السنية فى الحركة الكشفية
فلسفة العمل من خلال المراحل السنية:
من المعلوم لدى القادة والمربين الذين يتعاملون مع الشباب من ذوى الأعمار المختلفة أن هناك اتجاه طبيعى لديهم لتشكيل جماعات وفق أعمارهم فيما يسمى بمجموعات الأقران، وقد يكون هناك فروق تصل إلى عامأ وعامين أو ثلاثة بين أفراد المجموعة الواحدة، ولكن من النادر فى هذه المجموعات الطبيعية أن تتواجد فروق كبيرة فى السن، وهذه الخاصية الطبيعية فى الشباب هى العمود الفقرى لنظام المراحل فى الحركة الكشفية. فنظام المراحل يتيح الفرصة لتشكيل وحدات أكثر تجانساً، وإعداد برامج وأنشطة ملائمة وشيقة ومثيرة لكل أعضاء المرحلة
من هنا، فإن قيام الجمعيات الكشفية بتحديد الحد الأدنى والأقصى لأعمار الفتية والشباب الذين تستهدفهم الجمعية برسالتها التربوية ومناهجها وبرامجها وكذا تحديد المراحل السنية المتفرعة من المعدل العام لأعمار الأعضاء يعد أمراً حيوياً بالغ الأهمية كخطوة هامة على طريق تحقيق الهدف من الحركة الكشفية المتمثل في المساهمة فى تحقيق أقصى تنمية ممكنة لقدرات الشباب. ويأتى ذلك من خلال تحليل أطوار نموهم والتعرف على خصائصهم النفسية وتفهم تطلعاتهم وحاجاتهم وميولهم المرتبطة بالمرحلة السنية لكل منهم
.
إضافة إلى ذلك، فإن التعامل من خلال المراحل السنية يساعد المسئولين عن تنمية المراحل بالجمعية في وضع الأهداف التربوية الخاصة بكل مرحلة، وعلى اختيار الأساليب المتبعة فى تطبيق الطريقة الكشفية، والأنشطة الملائمة لأعضاء كل مرحلة
.
ما هى المراحل الكشفية؟
المراحل هي الأقسام الفرعية لإجمالي عضوية الجمعية الكشفية الوطنية، ويطلق على هذه المجموعات السنية في العادة: الأشبال/ الكشافة/ المتقدم/ الجوالة .... إلخ وغير ذلك من الأسماء والمصطلحات المتعارف عليها أو تلك التى تقرها الجمعية.
ولكل من هذه المراحل برامج ومناهج خاصة تتناسب مع الاحتياجات والرغبات الخاصة بأعضاء كل منها وبما يحقق أهدافها التربوية
.
ماهي أطوار النمو؟
يمكن تعريف طور النمو بأنه فترة من الحياة تكون خلالها تصرفات وحاجات الشباب مميزة بوضوح ويمكن اعتبارها مستقرة، بحيث يمكن أن توصف الخصائص الرئيسية لأطوار النمو فى مجالات التنمية الشخصية للشباب في تعبيرات عامة تنطبق على كل فرد فى نفس السن، وهذا لا يتنافى مع كون كل شخص كائن متفرد قد تكون له بعض الاحتياجات والخصائص المتميزة.
إن تحليل النمو الشخصى للشباب فى مجالات التنمية الشخصية (الروحية والوجداينة والبدنية والاجتماعية والعقلية) والتعريف بأطوار نموهم ينبغى أن تتم بواسطة الخبراء المتخصصين فى العلوم الإنسانية، وهناك العديد من الدراسات التى تجريها المؤسسات والجهات التربوية الرسمية وغير الرسمية على المستوى الوطنى، يستطيع القادة المسئولون عن البرامج وتنمية المراحل بالجمعيات الاستعانة بها، مع التأكد من تغطيتها لجميع مجالات التنمية الشخصية.
وبالنسبة لأطوار النمو التى تتضمنها معدلات الأعمار التى تتعامل معها الحركة الكشفية غالباً، فقد قسمها الخبراء إلى ستة أطوار كالتالى:
- الطفولة المتوسطة: 7-9سنوات.
- الطفولة المتأخرة: 9-11 سنة.
- ما قبل البلوغ: 11-13 سنة.
- البلوغ: 13-15 سنة.
- المراهقة: 15-17سنة.
- الشباب: 17-20 سنة.
ولكل من هذه الأطوار خصائص واحتياجات ورغبات تميز الفرد أثناء مروره بكل منها من زاوية النمو العقلي والبدني والوجداني والاجتماعي والروحي.رؤية حول المراحل الكشفية وعلاقتها بأطوار النمو:
بالنظر إلى معدلات الأعمار التى تشملها أطوار النمو ومعدلات الأعمار التي تشملها المراحل الكشفية نرى أنه قد يكون هناك أكثر من طور للنمو ضمن مرحلة كشفية واحدة (مثال: طوري الطفولة المتوسطة والمتأخرة يقعان ضمن مرحلة الأشبال)، وكذا من الممكن أيضاً أن نجد طوراً واحداً من أطوار النمو يقع في مرحلتين متتاليتين: (مثال: طور البلوغ يقع فى آخر مرحلة الكشافة وبداية مرحلة الكشاف المتقدم، وبالمثل فإن طور الشباب يبدأ فى آخر مرحلة الكشاف المتقدم ويمتد إلى مرحلة الجوالة).
ولكي نتمكن من التعامل مع مسألة أطوار النمو التي قد تتواجد داخل المرحلة الواحدة فإننا ينبغي أن نهتم بتقسيم المرحلة الواحدة إلى درجات (مراتب) ونعمل على تفعيلها وتطبيق نظام جيد للتقدم يتيح للفتية والشباب الحصول على الخبرات التي تتناسب مع أعمارهم وممارسة الأنشطة والبرامج التى تشبع احتياجاتهم وتشعرهم بالتقدم والنمو
.
عوامل تحديد معدلات الأعمار للمراحل الكشفية:
يعتمد تحديد المعدل العام للأعمار التي تستهدفها الجمعية، ومعدلات الأعمار بالنسبة للمراحل السنية التي ترغب الجمعية فى تأسيسها على عدة عوامل أهمها:
1- رسالة الجمعية وفلسفتها وأهدافها التربوية كما هو منصوص عليه فى نظامها الأساسي، بما في ذلك من اعتبارات للعديد من الأمور كاحتياجات الفتية والشباب ومدى الفرص التى تستهدف الجمعية إتاحتها للفتية والشباب في المجتمع الذي تتواجد فيه وحاجتها للتعامل مع شريحة سنية دون أخرى أو العكس
.
2- الموارد البشرية والمادية المتاحة للجمعية لتمويل عملية إعداد وتقديم وتنفيذ البرنامج الكشفي للشباب لعدد من المراحل السنية وبصفة خاصة حينما نأخذ في الاعتبار مدى الحاجة إلى القادة المؤهلين والمواد الفنية وأنواع الدعم الأخرى التي ينبغي أن يتم تصميمها لتتناسب مع كل مرحلة سنية على حده
.
3- الأخذ في الاعتبار التكامل والتناغم مع العناصر التربوية الأخرى الموجودة في المجتمع ، فهناك المؤسسات التربوية الرسمية وغيرها تعتمد تقسيماً معيناً للمراحل السنية كنظام التعليم المطبق في الدولة (المرحلة الابتدائية والمرحلة الإعدادية والثانوية والجامعة) ففي هذه الحالة يعتبر الأخذ بهذا التقسيم، من ناحية الأعمار المحددة للمراحل السنية، منطقياً وهذا المبدء مطبق لدينا في المملكة
.
4- الموازنة بين أطوار النمو والتفاعل التربوي القائم على الاختلاف النسبي الطفيف في الأعمار؛ فكما هو متعارف عليه، من الضروري مراعاة ما يسمى بـ " مجموعات الأقران " وهى المجموعات التلقائية الطبيعية التي تنشأ نتيجة لتقارب الميول والاهتمامات فى الأعمار المتماثلة، وهذه الخاصية تعمل على مساعدة الجمعيات الكشفية في إنشاء مرحلة سنية متجانسة إلى حد كبير مما يؤدى إلى ضمان كون البرنامج الكشفى المقدم إلى كل مرحلة مشوقاً لكل أعضائها.
ولكن من ناحية أخرى فإن الخبرات التربوية التى توفرها الحركة الكشفية لأعضائها تعتمد على التفاعل بين الأعضاء الأقل سناً مع الأعضاء الأكبر سناً في الوحدة الكشفية
.
ولذلك فإن الجمعية، عند تصديها لتحديد معدلات الأعمار للمراحل ال سنية، عليها أن تنظر بعين الاعتبار إلى أهمية عنصر التجانس الذى يتحقق من خلال التقارب فى أطوار النمو بين أعضاء المرحلة، وكذا أهمية تحقيق عنصر التكامل التربوي الذي ينشأ عن التفاعل بين الأعضاء المختلفين فى الأعمار[justify]